مؤلفات الاستاذ / ابراهيم الاحمدى

الأحد، 28 أغسطس 2016

الرئيسية كتاب خيارت صعبة لهيلارى كلينتون

كتاب خيارت صعبة لهيلارى كلينتون

بعد ابتعاد نسبي عن الساحة السياسية، أصدرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، مذكراتها مطلع شهر يونيو الجاري بعنوان: «خيارات صعبة».

ولم ينقص الكتاب الذي جاء في أكثر من 650 صفحة الصراحة في الحديث عن فترة صعبة في تاريخ السياسة الأمريكية، كانت هيلاري خلالها لاعبًا أساسيًا في أروقة البيت الأبيض ووزيرة للخارجية بين أعوام 2008 و 2013، وعن علاقتها بزعماء العالم والمواقف التي جمعتها بهم، لكنه جاء – بحسب محللين – «تبييضًا لوجه هيلاري وخطاب دعاية لإنجازاتها قبل بدء سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية».

ولم تعلن هيلاري حتى الآن ترشحها رسميًا لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في انتخابات 2016، لكن حظوظها تبدو مرتفعة بعد استطلاعات الرأي التي وضعتها في مكانة متقدمة، وتخبط الحزب الديمقراطي وافتقاره إلى الزعامات صاحبة الشعبية بعد انتهاء الفترة الثانية والأخيرة للرئيس الأمريكي «باراك أوباما».

 وستكون هيلاري – التي أخفقت في الترشح للرئاسة في عام 2008 – أول سيدة تصل إلى منصب رئيس أمريكا إذا ترشحت وفازت في الانتخابات المقرر عقدها بعد عامين ونصف من الآن

وقد فجّرت هيلاري كلينتون مفاجأة من العيار الثقيل، وأطلقت صاروخ «توما هوك» هزت فيه العروش، وقطعت ألسن النابحين بمقولة إن ما يسمى بتنظيم «داعش» هو من صنيعة الاستخبارات السورية والإيرانية، إذ أعلنت في كتابها «خيارات صعبة» أن الإدارة الأميركية أنشأت «داعش» لتقسيم الشرق الأوسط، واعترفت بأن الإدارة الأميركية أنشأت ما يسمى بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأضافت أنه «تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5/7/2013 وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا». وتابعت تقول: «كنت قد زرت 112 دولة في العالم… وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـ»الدولة الإسلامية» لدى إعلانها فوراً وفجأة تحطم كل شيء». وأردفت: «كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث في مصر! وبعدما فشل مشروعنا في مصر عقب سقوط الإخوان المسلمين، كان التوجه إلى دول الخليج، وكانت أول دولة مهيأة هي الكويت عن طريق أعواننا الإخوان هناك، فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعُمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل، خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير»!

جاءت «خيارات هيلاري الصعبة» في 6 أقسام تناولت الكثير من القضايا الداخلية والخارجية، لكنها لم تكشف أسرارًا أو تكتب آراءً قد تخلق عداوات مع سياسي أو دولة إذا وصلت للرئاسة.

يبدأ القسم الأول 

بلقاء هيلاري مع أوباما بعد خسارتها التصويت الداخلي للحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية، وشغلها منصب وزيرة الخارجية في فريق أوباما بعد فوزه بالانتخابات.

وتحدث القسم الثاني 

عن آسيا والقضايا التي واجهتها أمريكا في الصين وبورما، 

وتحدث القسم الثالث 

عن الحرب في أفغانستان وباكستان، والعمليات العسكرية ومحاولات إنهاء الوجود الأمريكي في بلد «طالبان»، 

وتحدث القسم الرابع 

عن علاقات أمريكا مع دول أوروبا وروسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وأبرز أحداث أوكرانيا والقرم.

أما القسم الخامس

 فكان الأكثر إثارة والأقرب إلى القارئ العربي؛ خصصته هيلاري لأحداث «الربيع العربي» والثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن، وسياسة أمريكا تجاه الاقتتال في سوريا، وأسرار السياسة الإيرانية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتوصل إلى هدنة بين الجانبين العام الماضي.

تقول هيلاري: «أن تدعو إلى إجراء إصلاحات في الشرق الأوسط فهو أمرٌ يشبه أن تضرب رأسك بالحائط.»

لكن الثورات العربية بدأت بعد أيام قليلة من زيارتها للمنطقة لتلقي خطابًا في قطر، واستمرت علاقتها بمفاوضات هنا ومؤتمرات هناك مع أنظمة وحكومات سقطت أو كانت تواجه اضطرابات عديدة.

 

جاء عنوان القسم السادس والأخير من الكتاب 

«المستقبل الذي نريد» بمثابة مسودة برنامج انتخابي يطرح رؤية هيلاري لمستقبل أمريكا والتزاماتها تجاه الاحتباس الحراري، والقضاء على البطالة وتوفير الطاقة، وحقوق الإنسان والتكنولوجيا وغير ذلك من الأمور.

كتبت هيلاري مذكراتها بطريقة مُتقنة وشائقة – «خيارات صعبة» هو كتابها الخامس – لكنه يبدو موجهًا أكثر إلى المصوّت لا القارئ، وإلى صناع السياسة والدبلوماسيين في العالم لتزيح السيدة الأولى السابقة من على عاتقها إخفاقات الماضي (مثل إقرارها بخطأ تأييد غزو العراق في 2003) وتستثمر نجاحاته في مستقبلها السياسي الذي يدخل محطته الأخيرة.

 اضغط هنا لتحميل كتاب خيارات صعبة لهيلارى كلينتون



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.